الاثنين، 23 مايو 2022

بشروا ولاتنفروا



برزت ظاهرة بدأت مع بداية انتشار الأنترنت ، ظاهرة مرت بمراحل مختلفة وفي فترات زمنية متتالية وعاصرت مختلف أنواع ووسائل وتطبيقات التواصل ،  وهي ظاهرة السبق الصحفي وممارسه دور وكالة الأنباء "النكدية"  ، فمرة يتقمص شخصية المصدر المسؤول عبر " كما وصلني "، وتارة يكون الطبيب المتخصص بالتحذير من أدوية وأغذية ، و أسواء أشكالها حين يلعب دور " الحانوتي" وذلك بتتبع المصائب والكوارث والوفيات في العالم ويباغتنا صباح كل يوم ، والحديث ذو شجون عندما يخوض البعض في جدل سطحي عقيم حول كرة القدم وسط أشخاص قد لايعنيهم موضوع الكرة أصلاً ، فيتسبب ذلك في خلق عداوات ليس لها مبرر سوى الحديث سواء بالدفاع او الهجوم عن اشخاص لم يعلموا بوجودك اصلاً . 


ويميز هذه المعلومات والأخبار كونها تشترك في "خبر مؤكد " واحد وهو أنه يتم نفي ٩٩٪؜ منها لاحقا عبر جهة رسمية أو عبر مصادر مسؤولة حقيقية ! . 


 عزيزي " وكيل الأنباء " يسرني أبلاغك بأنه توجد جهات رسمية تتولى مسؤلية ذلك عنك ، عبر جهات أعتبارية قائمة لديها الالآف الموظفين الذين تتلخص مهامهم في جمع الأخبار ونشرها وتسمى - ان كنت لاتعلم -  " وكالات الأنباء " ، وأنه لمصادر المعلومات الطبية مصادرها وقنواتها الرسمية والمعتمدة للبحاثين عنها فلا حاجة لجهودكم الكريمة وتطوعكم في هذا المجال الحساس والدقيق ، وبالنسبة لأصدقائنا الحانوتيين أعتقد بأن مقابر المسلمين بحاجة إلى من يقدم يد المساعده لها وذلك عبر التطوع لديها وممارسة العمل الخيري فيها لتوجيه جهودكم المعطاءه التوجيه الصحيح دون مضايقة الأخرين بأخبار المتوفيين وحوادثهم في كل أصقاع الأرض .


عزيزي وكيل الأنباء أنت لن تحيط بكل شيئ علماً ولن يضيف الى دخلك الشهري شيئاً لو صدقت معلومتك وخبرك الحصري ولن تستفيد هلله واحده على عكس شركات الأتصالات التي تجني من وراء ممارساتك - وغيرك-  الملايين بل المليارات سنوياً . 


وأنت أيضاً لاتعلم ولاتدرك الحالة النفسية للمتلقي والذي قد يكون ممن يعاني من ظروف أو ضغوط نفسية حين قراءته لأخبارك الحصرية ، ومن الممكن انه قد تجاوزها وتشافى منها ولكن ممارساتك الأخبارية قد تعيد له هذه الصغوط والهموم أو تزيدها لديه . 


خلق الله للأنسان أذنين وفماً وحداً فمن المفترض بالفطرة أن يتلقى ثلثي المعلومات التي يتفوه بها سواء بشكل مباشر او غير مباشر ، وليكن استخدامك لوسائل التقنية الحديثة التي أنعم الله بها علينا أستخداماً عقلانياً تتم فيه مشاركة المعلومات والأخبار السعيدة وتبادل الخبرات عبر نقاشات بناءه يستفيد منها الجميع ونرتقي بها ثقافياً وعلمياً بعيداً عن الجدل المنهي عنه شرعاً وخلقاً لما يسببه من اضرار قد تصل الى حد القطيعة والفراق ولأسباب تافهه على الأغلب . 


لذا لنجعل حديث خاتم الأنباء سيدنا وحبيبنا محمد نصب أعيننا ونطبق بشكل عملي ( فليقل خيراً أو ليصمت ). 

أقرأ أيضًا

بشروا ولاتنفروا